ملف حول كارثة طبيعية: الزلازل في المغرب
تتعرض المنظومات البيئية لبعض الكوارث الطبيعية، ومن أخطرها الزلازل التي تضرب مناطق متعددة من العالم ومنها المغرب. وتترتب عنها العديد من الخسائر البشرية والمادية الجسيمة كما تتسبب في حدوث عدة اختلالات في المنظومات البيئية المختلفة. فما معنى الكوارث الطبيعية باعتبار الزلازل من أنواعها؟ وكيف تتوزع الزلازل في المغرب وما أسبابها ؟ وما هي التدابير المتخذة للتوقع والتدخل للتقليص من الخسائر المترتبة عليها؟
1- الكوارث الطبيعية: المفهوم، الأنواع، ومظاهرها (الزلازل):
مفهوم الكوارث الطبيعية: حوادث مدمرة غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة، تسفر عن خسائر بشرية ومادية وتؤثر على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية.
أنواع الكوارث الطبيعية:
الكوارث ذات الأصل التكتوني: الزلازل والبراكين (المعجم) وتخلف الزلازل العديد من الآثار، كانهيار المنشآت البنائية + ارتفاع حجم الخسائر البشرية+حدوث حركات موجية قوية في البحار والمحيطات + انهيارات وانجرافات صخرية + تغيير المظهر الخارجي لسطح الأرض + ظهور أو تجدد البراكين
الكوارث ذات الأصل المناخي: الفيضانات + الأعاصير + الجفاف + الحرائق الناتجة عن الجفاف + الانهيال الأرضي... (نفس المعجم) وقد عرفت الفيضانات والأعاصير تزايدا ملحوظا في السنوات الأخيرة من القرن 20 في ظل التغييرات المناخية التي يعرفها العالم في الوقت الراهن...
الكوارث ذات الأصل البيولوجي: انتشار الميكروبات المختلفة الأنواع كالفيروسات والطفيليات والفطريات(المعجم ص 184)... مما يتسبب في انتشار الأمراض المعدية والطفيلية التي تتسبب في وفيات كثيرة (14 مليون حالة سنويا )ونخص بالذكر: الإيدز كأخطرها باعتباره يصيب حاليا 36مليون شخص + الملاريا حيث تسجل 300 مليون حالة مرضية وما يفوق المليون حالة وفاة + الدرن الرئوي + التهاب الرئة + أمراض الإسهال + الحصبة....
2- التوزيع الجغرافي للزلازل في العالم والمغرب(وصف وتفسير):
عرف العالم خلال القرن 20 تطورا ملحوظا من حيث عدد الكوارث الطبيعية التي ارتفعت بوصول عددها إلى حوالي 430 كارثة، وبالمقابل شهد عدد الزلازل ارتفاعا أيضا حيث بلغ 45 زلزالا في أواخر ق 20، ومن المناطق المهددة بالأنشطة الزلزالية هناك السواحل الشرقية للقارة الآسيوية والسواحل الغربية للأمريكيتين على طول المحيط الهادي إضافة إلى حوض البحر الأبيض المتوسط. كما تتعرض مناطق أخرى في المحيطات وداخل القارات لزلازل خفيفة .
بالنسبة للمغرب : يتعرض بدوره لعدة زلازل خاصة في قسمه الشمالي المطل على المتوسط نظرا لقربه من خط التقاء الصفيحة الإفريقية بالصفيحة الأوراسية ، وتأتي سلاسل جبال الأطلس في المتربة الثانية بسبب حداثة تكوينها الجيولوجي، وهكذا عرف المغرب خلال النصف الثاني من ق 20 عدة زلازل متفاوتة القوة إلا أن أكبر الخسائر البشرية والمادية سجلها زلزال أكادير 1960 ولزلزال الحسيمة 2004.
نستخلص ارتباط حدوث الزلازل بأسباب تكتونية أو نشاط بركاني أو عامل التقاء صفائح القشرة الأرضية.
3-التدابير المتخذة للتوقع والتدخل للتقليص من خطر الزلازل بالمغرب:
3-1 بعض أشكال التدخل لإسعاف منكوبي الزلزال:
تتعدد أشكال التدخل لإسعاف منكوبي الزلزال مثلا زلزال الحسيمة 2004:
تدخل فرق الوقاية المدنية ومنظمات الهلال الأحمر لإسعاف الجرحى وإقامة الخيام لإيواء المنكوبين
تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم عن طريق زيارة كبار المسؤولين وعلى رأسهم العاهل الملكي
تقديم مساعدات دولية من طرف الدول الصديقة و المنظمات + وسائل أخرى للتدخل كالانخراط في إسعاف المصابين
إشراك وسائل الإعلام لتقديم الإرشادات والتحذيرات للسكان.
3-2 رصد بعض الخسائر المترتبة عن الزلازل:
يعد زلزال الحسيمة من أشد الزلازل التي ضربت المغرب في العقد الأخير نظرا للخسائر التي خلفها (570 قتيل ومئات الجرحى والمشردين...) + الدمار الذي أصاب المنازل والمنشآت والطرق....+ خسائر بيئية ...
3-3 تقدير أهمية قياس ودراسة رصد الزلازل:
تتجلى أهمية قياس ودراسة الزلازل في معرفة مكان حدوث الزلزال وقوته مسبقا وبالتالي الاستعداد له للتخفيف من آثاره.
يتوفر المغرب على عدة محطات لرصد الزلازل، حيث يقوم مختصون بوضع تقارير حول الهزات الأرضية وإرسالها إلى المعهد العلمي بالدار البيضاء حيث يتم تحليل هذه التقارير واستثمارها في رسم خريطة زلزالية بالمغرب يتم تحيينها من وقت لأخر .
خاتمة: تساعدنا معرفة الكارثة الطبيعية بما في ذلك الزلازل من اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهتها و التخفيف من أخطارها البشرية والمادية.